فصل: ذكر الطفيل بن الحارث الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 زيد الحب

زيد الحب بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود وسماه أبوه بضمة بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة واسمه عمرو وإنما سمي قضاعة لأنه انقضع عن قومه بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى قحطان جماع اليمن وأم زيد بن حارثة سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت بن سلسلة من بني معن من طيء فزارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية فمروا على أبيات بني معن رهط أم زيد فاحتملوا زيدا إذ هو يومئذ غلام يفعة قد أوصف فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه منهم حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي لعمته خديجة بنت خويلد بأربع مائة درهم فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له فقبضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال‏:‏

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ** أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل

فو الله ما أدري وإن كنت سائلا ** أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ** فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ** فيا طول ما حزني عليه ويا وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ** ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي علي منيتي ** وكل امرئ فان وإن غره الأمل

وأوصي به قيسا وعمرا كليهما ** وأوصي يزيدا ثم من بعدهم جبل

يعني جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل قال فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال بلغوا أهلي هذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي وقال‏:‏

ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا ** بأني قطين البيت عند المشاعر

فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ** ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر

فإني بحمد الله في خير أسرة ** كرام معد كابرا بعد كابر

قال فانطلق الكلبيون وأعلموا أباه فقال ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل بفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا يا بن عبد الله يا بن عبد المطلب يا بن هاشم يا بن سيد قومه أنتم أهل الحرم وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنا سنرفع لك في الفداء قال من هو قالوا زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل أنتم لغير ذلك قالوا ما هو قال دعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكما بغير فداء وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا قالا قد زدتنا على النصف وأحسنت قال فدعاه فقال هل تعرف هؤلاء قال نعم قال من هما قال هذا أبي وهذا عمي قال فإنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما فقال زيد ما أنا بالذي أختار عليك أحدا أنت مني بمكان الأب والأم فقالا ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك قال نعم إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني أرثه ويرثني فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام هذا كله حدثنا به هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما وقد ذكر بعض هذا الحديث عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس وقال في إسناده عن بن عباس فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فطلقها زيد بعد ذلك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم المنافقون في ذلك وطعنوا فيه وقالوا محمد يحرم نساء الولد وقد تزوج امرأة ابنه زيد فأنزل الله جل جلاله ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين إلى آخر الآية وقال ادعوهم لآبائهم فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعي الأدعياء إلى آبائهم فدعي المقداد إلى عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود وكان الأسود بن عبد يغوث الزهري قد تبناه قال أخبرنا حجاج بن محمد قال أخبرنا بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أنه حدثه عن عبد الله بن عمر أنه قال في زيد بن حارثة ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت ادعوهم لآبائهم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال وأخبرني المعلى بن أسد عن عبد العزيز بن المختار قالا جميعا أخبرنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله قال أخبرنا أبو داود عن سفيان عن نسير عن علي بن حسين ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال نزلت في زيد قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت قال كان يقال زيد بن محمد قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة وهانئ بن هانئ عن علي وعن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن حارثة في حديث ابنة حمزة أنت أخونا ومولانا قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد السكري الرقي قال أخبرنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة يا زيد أنت مولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد عن أبيه قال كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين زيد بن حارثة عشر سنين رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه وكان زيد رجلا قصيرا آدم شديد الأدمة في أنفه فطس وكان يكنى أبا أسامة قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني بن موهب عن نافع بن جبير قال وحدثني محمد بن الحسن بن أسامة عن الحسن المازني عن يزيد عن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد قال وحدثني ربيعة بن عثمان عن عمران بن أبي أنس قال وحدثنا مصعب بن ثابت عن أبي الأسود عن سليمان بن يسار قال وحدثنا بن أبي ذئب عن الزهري قالوا أول من أسلم زيد بن حارثة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عمران بن مناح قال لما هاجر زيد بن حارثة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال نزل على سعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون وسعد بن إبراهيم قال وحدثنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين زيد بن حارثة وأسيد بن خضير قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن شرقي بن قطامي وغيرهما قالوا أقبلت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمها أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم مهاجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فخطبها الزبير بن العوام وزيد بن حارثة وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص فاستشارت أخاها لأمها عثمان بن عفان فأشار عليها أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأتته فأشار عليها بزيد بن حارثة فتزوجته فولدت له زيد بن زيد ورقية فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان وطلق زيد بن حارثة أم كلثوم وتزوج درة بنت أبي لهب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير بن العوام ثم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاته وجعل له الجنة فولدت له أسامة فكان يكنى به وشهد زيد بدرا وأحدا واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع وشهد الخندق والحديبية وخيبر وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن الحسن بن أسامة عن أبي الحويرث قال خرج زيد بن حارثة أمير سبع سرايا أولها القردة فاعترض للعير فأصابوها وأفلت أبو سفيان بن حرب وأعيان القوم وأسر فرات بن حيان العجلي يومئذ وقدم بالعير على النبي صلى الله عليه وسلم فخمسها قال أخبرنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم قال أخبرنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات يؤمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا قال أخبرنا محمد بن عبيد قال حدثني وائل بن داود قال سمعت البهي يحدث أن عائشة قالت ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو بقي بعده استخلفه قال قال محمد بن عمر أول سرية خرج فيها زيد سريته إلى القردة ثم سريته إلى الجموم ثم سريته إلى العيص ثم سريته إلى الطرف ثم سريته إلى حسمى ثم سريته إلى أم قرفة ثم عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس في غزوة مؤتة وقدمه على الأمراء فلما التقى المسلمون والمشركون كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم فأخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل وقاتل الناس معه والمسلمون على صفوفهم فقتل زيد طعنا بالرماح شهيدا فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال استغفروا له وقد دخل الجنة وهو يسعى وكانت مؤتة في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة وقتل زيد يومئذ وهو بن خمس وخمسين سنة قال أخبرنا أبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون ومحمد بن عبيد الطنافسي قالوا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فذكر شأنهم فبدأ يزيد فقال اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة أخبرنا الفضل بن دكين وعبد الملك بن عمرو وأبو أسامة وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير عن عبد الله بن رياح الأنصاري سمعه يقول أخبرنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء فقال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة قال فوثب جعفر فقال يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا فقال أمضه فإنك لا تدري أي ذلك خير قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن خالد بن شمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم قال فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا قال هذا شوق الحبيب إلى حبيبه‏.‏

 أبو مرثد الغنوي

حليف حمزة بن عبد المطلب واسم أبي مرثد كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن يحيى بن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر وكان تربا لحمزة بن عبد المطلب وكان رجلا طوالا كثير شعر الرأس وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي مرثد وعبادة بن الصامت في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح عن عمران بن مناح قال لما هاجر أبو مرثد الغنوي وابنه مرثد بن أبي مرثد إلى المدينة نزلا على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال نزلا على سعد بن خيثمة قال محمد بن عمر فشهد أبو مرثد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بالمدينة قديما في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة وهو يومئذ بن ست وستين سنة ‏.‏

 ذكر مرثد بن أبي مرثد الغنوي

حليف حمزة بن عبد المطلب آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا سعد بن مالك الغنوي عن آبائه قال شهد مرثد بن أبي مرثد الغنوي يوم بدر على فرس يقال له السبل قال محمد بن عمر وشهد أحدا وقتل يوم الرجيع شهيدا وكان أميرا في هذه السرية وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ‏.‏

 ذكر أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح بن دينار التمار عن عمران بن مناح مولى بني عامر بن لؤي قال لما هاجر أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر فقال نزل على سعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال قتل أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قال محمد بن عمر وليس ذلك عندنا بثبت ورأيت أهل العلم يثبتون أنه لم يقتل ببدر وقد شهد أحدا وبقي بعد ذلك زمانا قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن يوسف قال مات أنسة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في ولاية أبي بكر الصديق وكان من مولدي السراة وكان يكنى أبا مسرح قال فحدثني من سمع يونس بن يزيد الأيلي يخبر عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه‏.‏

 أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

واسمه سليم من مولدي أرض دوس قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عمران بن مناح قال لما هاجر أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة نزل على أم كلثوم بن الهدم قال محمد بن صالح وأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال نزل على سعد بن خيثمة قال محمد بن عمر شهد أبو كبشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والمشاهد كلها وتوفي يوم استخلف عمر بن الخطاب وذلك يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ‏.‏

 ذكر صالح شقران غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان لعبد الرحمن بن عوف فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذه منه بالثمن وكان عبدا حبشيا وهو صالح بن عدي شهد بدرا وهو مملوك فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأسرى ولم يسهم له فجزاه كل رجل له أسير فأصاب أكثر مما أصاب رجل من القوم من المقسم وحضر بدرا أيضا ثلاثة أعبد مماليك غلام لعبد الرحمن بن عوف وغلام لحاطب بن أبي بلتعة وغلام لسعد بن معاذ فجزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسهم لهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم شقران مولاه على جمع ما وجد في رجال أهل المريسيع من رثة المتاع والسلاح والنعم والشاء وجميع الذرية ناحية وأوصى له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته وكان فيمن حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته وكانوا ثمانية سوى شقران ومن بني المطلب بن عبد مناف بن قصي ‏.‏

 عبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي

وأمه سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث بن حبيب بن مالك بن الحارث بن حطيط بن جشم بن قسي وهو ثقيف وكان لعبيدة من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية لأمهات أولاد شتى وكان عبيدة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين وكان يكنى أبا الحارث أيضا وكان مربوعا أسمر حسن الوجه قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم عبيدة بن الحارث قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا حكيم بن محمد عن أبيه قال خرج عبيدة والطفيل والحصين بنو الحارث بن المطلب ومسطح بن أثاثة بن المطلب من مكة للهجرة فاتعدوا بطن ناجح فتخلف مسطح لأنه لدغ فلما أصبحوا جاءهم الخبر فانطلقوا إليه فوجدوه بالحصاص فحملوه فقدموا المدينة فنزلوا على عبد الرحمن بن سلمة العجلاني قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبيدة بن الحارث والطفيل وأخويه موضع خطبتهم اليوم بالمدينة فيما بين بقيع الزبير وبني مازن قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبيدة بن الحارث وبلال وآخى بين عبيدة بن الحارث وعمير بن الحمام الأنصاري وقتلا جميعا يوم بدر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاذ بن محمد الأنصاري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي صعصعة قال كان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب ثم عقد بعده لواء عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وبعثه في ستين راكبا فلقوا أبا سفيان بن حرب بن أمية وهو في مائتين على ماء يقال له أحياء من بطن رابغ فلم يكن بينهم يومئذ إلا الرمي لم يسلوا سيفا ولم يدن بعضهم من بعض وكان أول من رمى يومئذ سعد بن أبي وقاص قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يونس بن محمد الظفري عن أبيه قال قتل عبيدة بن الحارث شيبة بن ربيعة يوم بدر فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قال يونس أراني أبي قبر عبيدة بن الحارث بذات أجذال بالمضيق أسفل من عين الجدول وذلك من الصفراء وكان عبيدة قتل بن ثلاث وستين سنة ‏.‏

 ذكر الطفيل بن الحارث الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي

وأمه سخيلة بنت خزاعي الثقفية وهي أم عبيدة بن الحارث وكان للطفيل من الولد عامر بن الطفيل وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الطفيل بن الحارث والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح هذا في رواية محمد بن عمر وأما في رواية محمد بن إسحاق فإنه آخى بين الطفيل بن الحارث وسفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث الأنصاري قال محمد بن عمر وشهد الطفيل بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وهو بن سبعين سنة ‏.‏

 ذكر الحصين بن الحارث

الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمه سخيلة بنت خزاعي الثقفية وهي أم عبيدة والطفيل ابني الحارث وكان للحصين من الولد عبد الله الشاعر وأمه أم عبد الله بنت عدي بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحصين بن الحارث ورافع بن عنجدة هذا في رواية محمد بن عمر وأما في رواية محمد بن إسحاق فإنه آخى بين الحصين وعبد الله بن جبير أخي خوات بن جبير قال محمد بن عمر وشهد الحصين بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي بعد الطفيل بن الحارث بأشهر في سنة اثنتين وثلاثين ‏.‏

 ذكر مسطح بن أثاثة

مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا عباد وأمه أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وكانت من المبايعات وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مسطح بن أثاثة وزيد بن المزيد هذا في رواية محمد بن إسحاق قال محمد بن عمر وشهد مسطح بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن إلياس بخيبر وسقا وتوفي سنة أربع وثلاثين وهو يومئذ بن ومن بني عبد شمس بن عبد مناف بن قصي

 عثمان بن عفان رحمه الله

ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمها أم حكم وهي البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وكان عثمان في الجاهلية يكنى أبا عمرو فلما كان الإسلام ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله واكتنى به فكناه المسلمون أبا عبد الله فبلغ عبد الله ست سنين فنقره ديك على عينيه فمرض فمات في جمادي الأولى سنة أربع من الهجرة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في حفرته عثمان بن عفان وكان لعثمان رضي الله تعالى عنه من الولد سوى عبد الله بن رقية عبد الله الأصغر درج وأمه فاخته بنت غزوان بن جابر بن نسيب بن وهيب بن زيد بن مالك بن عبد بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان وعمرو وخالد وأبان وعمر ومريم وأمهم أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة بن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم بن دهمان بن منهب بن دوس من الأزد والوليد بن عثمان وسعيد وأم سعيد وأمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وعبد الملك بن عثمان درج وأمه أم البنين بنت عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وعائشة بنت عثمان وأم أبان وأم عمرو وأمهن رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ومريم بنت عثمان وأمها نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب وأم البنين بنت عثمان وأمها أم ولد وهي التي كانت عند عبد الله بن يزيد بن أبي سفيان ‏.‏

 ذكر إسلام عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال خرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله على أثر الزبير بن العوام فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا فقال عثمان يا رسول الله قدمت حديثا من الشام فلما كنا بين معان والزرقاء فنحن كالنيام إذا مناد ينادينا أيها النيام هبوا فإن أحمد قد خرج بمكة فقدمنا فسمعنا بك وكان إسلام عثمان قديما قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن حارث التيمي عن أبيه قال لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث والله لا أحلك أبدا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان والله لا أدعه أبدا ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه قالوا فكان عثمان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية ومعه فيهما جميعا امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما لأول من هاجر إلى الله بعد لوط قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الجبار بن عمارة قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال محمد بن عمر وأخبرنا موسى بن يعقوب الزمعي عن محمد بن جعفر بن الزبير قالا لما هاجر عثمان من مكة إلى المدينة نزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت في بني النجار قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدور بالمدينة خط لعثمان بن عفان داره اليوم ويقال إن الخوخة التي في دار عثمان اليوم وجاه باب النبي الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منه إذا دخل بيت عثمان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وآخى بين عثمان وأوس بن ثابت أبي شداد بن أوس ويقال أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقي قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة عن عبد الله بن مكنف بن حارثة الأنصاري قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر خلف عثمان على ابنته رقية وكانت مريضة فماتت رضي الله تعالى عنها يوم قدم زيد بن حارثة المدينة بشيرا بما فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه وأجره في بدر فكان كمن شهدها قال أخبرنا محمد بن عمر قال وقال غير بن أبي سبرة وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بعد رقية أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فماتت عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عائذ بن يحيى عن أبي الحويرث قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع عثمان بن عفان واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا على المدينة في غزوته إلى غطفان بذي أمر بنجد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن سعد مولى أسد بن عبد العزى عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال سمعته يقول ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أتم حديثا ولا أحسن من عثمان بن عفان إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث ‏.‏

 ذكر لباس عثمان

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عتبة بن جبيرة عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد أنه رأى عثمان بن عفان على بغلة له عليه ثوبان أصفران له غديرتان قال أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا أخبرنا بن ذئب عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان قال رأيت عثمان بن عفان وهو يبني الزوراء على بغلة شهباء مضفرا لحيته لم يقل بن أبي فديك على بغلة شهباء وقاله يزيد قال أخبرنا خالد بن مخلد قال حدثني الحكم بن الصلت قال حدثني أبي قال رأيت عثمان بن عفان يخطب وعليه خميصة سوداء وهو مخضوب بحناء قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك بن عبد الله قال حدثني شيخ من الحاطبيين عن أبيه قال رأيت على عثمان قميصا قوهيا على المنبر قال أخبرنا هشيم بن بشير عن حصين عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال رأيت على عثمان بن عفان ملاءة صفراء قال أخبرنا خالد بن مخلد قال أخبرنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة قال رأيت عثمان بن عفان وعليه ثوبان ممصران قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن محمد عن ثابت بن عجلان عن سليم أبي عامر قال رأيت على عثمان بن عفان بردا يمانيا ثمن مائة درهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد المعلى قال حدثني الأعرج عن محمد بن ربيعة بن الحارث قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسعون على نسائهم في اللباس الذي يصان ويتجمل به ثم يقول رأيت على عثمان مطرف خز ثمن مائتي درهم فقال هذا لنائلة كسوتها إياه فأنا ألبسه أسرها به قال أخبرنا محمد بن عمر قال سألت عمرو بن عبد الله بن عنبسة وعروة بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وعبد الرحمن بن أبي الزناد عن صفة عثمان فلم أر بينهم اختلافا قالوا كان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل حسن الوجه رقيق البشرة كبير اللحية عظيمها أسمر اللون عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين كثير شعر الرأس يضفر لحيته قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا واقد بن أبي ياسر أن عثمان كان يشد أسنانه بالذهب قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا واقد بن أبي ياسر عن عبيد الله بن دارة أن عثمان كان قد سلس بوله عليه فداواه ثم أرسله فكان يتوضأ لكل صلاة قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عثمان تختم في اليسار قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن عمر بن سعيد قال كان عثمان بن عفان إذا ولد له ولد دعا به وهو في خرقة فيشمه فقيل له لم تفعل هذا فقال إني أحب إن أصابه شيء أن يكون قد وقع له في قلبي شيء يعني الحب قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا إسحاق بن يحيى عن عمه موسى بن طلحة قال رأيت عثمان يخرج يوم الجمعة عليه ثوبان أصفران فيجلس على المنبر فيؤذن المؤذن وهو يتحدث يسأل عن أسعارهم وعن قدامهم وعن مرضاهم ثم إذا سكت المؤذن قام يتوكأ على عصا عقفاء فيخطب وهي في يده ثم يجلس جلسة فيبتديء كلام الناس فيسألهم كمسألته الأولى ثم يقوم فيخطب ثم ينزل ويقيم المؤذن قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال أخبرنا هشيم قال أخبرني محمد بن قيس عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال رأيت عثمان بن عفان والمؤذن يؤذن وهو يحدث الناس يسألهم ويستخبرهم عن الأسعار والأخبار قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بنانة قالت كان عثمان يتنشف بعد الوضوء قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بنانة أن عثمان كان يتمطر قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بنانة قالت كان عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه فيقول لي لا تنظري إلي فإنه لا يحل لك قالت وكنت لامرأته قال أخبرنا محمد بن ربيعة عن أم غراب عن بناته أن عثمان كان أبيض اللحية قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن علي بن مسعدة عن عبد الله الرومي قال كان عثمان يلي وضوء الليل بنفسه قال فقيل له لو أمرت بعض الخدم فكفوك فقال لا الليل لهم يستريحون فيه قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصدق أمتي حياء عثمان قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا سليم بن أخضر قال حدثني بن عون عن محمد قال كان أعلمهم بالمناسك بن عفان وبعده بن عمر قال أخبرنا روح بن عبادة وعفان بن مسلم قالا أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن بن عباس في قوله هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم قال عثمان بن عفان قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا وهيب بن خالد عن يونس بن عبيد عن الحسن قال رأيت عثمان ينام في المسجد متوسدا رداءه قال أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي قال حدثني عبد الرحيم عن هشام بن عروة عن أبيه أن عثمان بن عفان لم يستشهد في وصيته قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمرو بن عثمان بن هانئ عن عبيد الله بن دارة قال كان عثمان رجلا تاجرا في الجاهلية والإسلام وكان يدفع ماله قراضا قال أخبرنا محمد بن عمر وشبل بن العلاء عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه أن عثمان دفع إليه مالا مضاربة على النصف ‏.‏

 ذكر الشورى وما كان أمرهم

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه عن المسور بن مخرمة قال كان عمر بن الخطاب وهو صحيح يسأل أن يستخلف فيأبى فصعد يوما المنبر بكلمات وقال إن مت فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين فارقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض علي بن أبي طالب ونظيره الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ونظيره عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله ونظيره سعد بن مالك ألا وإني أوصيكم بتقوى الله في الحكم والعدل في القسم قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الأزهري عن أبي جعفر قال قال عمر بن الخطاب لأصحاب الشورى تشاوروا في أمركم فإن كان اثنان وإثنان فارجعوا في الشورى وإن كان أربعة واثنان فخذوا صنف الأكثر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا هشام بن سعد وعبد الله بن زيد بن أسلم عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال وإن اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة فاتبعوا صنف عبد الرحمن بن عوف واسمعوا وأطيعوا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الضحاك بن عثمان بن عبد الملك بن عبيد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع أن عمر حين طعن قال ليصل لكم صهيب ثلاثا وتشاوروا في أمركم والأمر إلى هؤلاء الستة فمن بعل أمركم فاضربوا عنقه يعني من خالفكم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن موسى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي طلحة قبل أن يموت بساعة فقال يا أبا طلحة كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر ‏.‏

 ذكر بيعة عثمان بن عفان رحمه الله

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مالك بن أبي الرجال قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال وافى أبو طلحة في أصحابه ساعة قبر عمر فلزم أصحاب الشورى فلما جعلوا أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف يختار لهم منهم لزم أبو طلحة باب عبد الرحمن بن عوف بأصحابه حتى بايع عثمان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد المكتب عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أول من بايع لعثمان عبد الرحمن ثم علي بن أبي طالب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن عميرة بن هني مولى عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده قال أنا رأيت عليا بايع عثمان أول الناس ثم تتابع الناس فبايعوا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه أن عثمان لما بويع خرج إلى الناس فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن أول مركب صعب وإن بعد اليوم أياما وإن أعش تأتكم الخطبة على وجهها وما كنا خطباء وسيعلمنا الله قال أخبرنا أبو معاوية قال أخبرنا الأعمش عن عبد الله بن سنان الأسدي قال قال عبد الله حين استخلف عثمان ما ألونا عن أعلى ذي فوق قال أخبرنا أبو معاوية الضرير وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم الفضل بن دكين قالوا أخبرنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال قال عبد الله حين استخلف عثمان استخلفنا خير من بقي ولم نأله قال أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال شهدت عبد الملك بن مسعود في هذا المسجد ما خطب خطبة إلا قال أمرنا خير من بقي ولم نأل قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود سار من المدينة إلى الكوفة ثمانيا حين استخلف عثمان بن عفان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مات فلم نر يوما أكثر نشيجا من يومئذ وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نأل عن خيرنا ذي فوق فبايعنا أمير المؤمنين عثمان فبايعوه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عثمان بن محمد الأخنسي قال وأخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يعقوب بن زيد عن أبيه قالا بويع عثمان بن عفان يوم الإثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين فاستقبل لخلافته المحرم سنة أربع وعشرين قال محمد بن عمر قال أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة في حديثه فوجه عثمان على الحج تلك السنة عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس سنة أربع وعشرين ثم حج عثمان في خلافته كلها بالناس عشر سنين ولاء إلا السنة التي حوصر فيها فوجه عبد الله بن عباس على الحج بالناس وهي سنة خمس وثلاثين قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد الليثي عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس أن عثمان بن عفان استعمله على الحج في السنة التي قتل فيها سنة خمس وثلاثين فخرج فحج بالناس بأمر عثمان قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال لما ولي عثمان عاش اثنتي عشرة سنة أميرا يعمل ست سنين لا ينقم الناس عليه شيئا وإنه لأحب إلى قريش من عمر بن الخطاب لأن عمر كان شديدا عليهم فلما وليهم عثمان لان لهم ووصلهم ثم توانى في أمرهم واستعمل أقرباءه وأهل بيته في الست الأواخر وكتب لمروان بخمس مصر وأعطى أقرباءه المال وتأول في ذلك الصلة التي أمر الله بها واتخذ الأموال واستسلف من بيت المال وقال إن أبا بكر وعمر تركا من ذلك ما هو لهما وإني أخذته فقسمته في أقربائي فأنكر الناس عليه ذلك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها قال سمعت عثمان يقول أيها الناس إن أبا بكر وعمر كانا يتأولان في هذا المال ظلف أنفسهما وذوي أرحامهما وإني تأولت فيه صلة رحمي ‏.‏

 ذكر المصريين وحصر عثمان رضي الله تعالى عنه

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن جعفر عن أم الربيع بنت عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة عن أبيها قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني يحيى بن عبد العزيز عن جعفر بن محمود عن محمد بن مسلمة قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن جريج وداود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله أن المصريين لما أقبلوا من مصر يريدون عثمان ونزلوا بذي خشب دعا عثمان محمد بن مسلمة فقال اذهب إليهم فارددهم عني وأعطهم الرضى وأخبرهم أني فاعل بالأمور التي طلبوا ونازع عن كذا بالأمور التي تكلموا فيها فركب محمد بن مسلمة إليهم إلى ذي خشب قال جابر وأرسل معه عثمان خمسين راكبا من الأنصار أنا فيهم وكان رؤساؤهم أربعة عبد الرحمن بن عديس البلوي وسودان بن حمران المرادي وابن البياع وعمرو بن الحمق الخزاعي لقد كان الاسم غلب حتى يقال جيش عمرو بن الحمق فأتاهم محمد بن مسلمة فقال إن أمير المؤمنين يقول كذا ويقول كذا وأخبرهم بقوله فلم يزل بهم حتى رجعوا فلما كانوا بالبويب رأوا جملا عليه ميسم الصدقة فأخذوه فإذا غلام لعثمان فأخذوا متاعه ففتشوه فوجدوا فيه قصبة من رصاص فيها كتاب في جوف الإدراة في الماء إلى عبد الله بن سعد أن افعل بفلان كذا وبفلان كذا من القوم الذين شرعوا في عثمان فرجع القوم ثانية حتى نزلوا بذي خشب فأرسل عثمان إلى محمد بن مسلمة فقال اخرج فارددهم عني فقال لا أفعل قال فقدموا فحصروا عثمان قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء قال أنكر عثمان أن يكون كتب الكتاب أو أرسل ذلك الرسول وقال فعل ذلك دوني قال أخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم قال كنت فيمن أرسلوا من جيش ذي خشب قال فقالوا لنا سلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واجعلوا آخر من تسألون عليا أنقدم قال فسألناهم فقالوا اقدموا إلا عليا قال لا آمركم فإن أبيتم فبيض فليفرخ ‏.‏

 ذكر ما قيل لعثمان في الخلع وما قال لهم

قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا جرير بن حازم قال أخبرني يعلى بن حكيم عن نافع قال حدثني عبد الله بن عمر قال قال لي عثمان وهو محصور في الدار ما ترى فيما أشار به علي المغيرة بن الأخنس قال قلت ما أشار به عليك قال إن هؤلاء القوم يريدون خلعي فإن خلعت تركوني وإن لم أخلع قتلوني قال قلت أرأيت إن خلعت تترك مخلدا في الدنيا قال لا قال فهل يملكون الجنة والنار قال لا قال فقلت أرأيت إن لم تخلع هل يزيدون على قتلك قال لا قلت فلا أرى أن تسن هذه السنة في الإسلام كلما سخط قوم على أميرهم خلعوه لا تخلع قميصا قمصكه الله قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال أخبرنا عمر بن أبي خليفة قال حدثتني أم يوسف بن ماهك عن أمها قالت كانوا يدخلون على عثمان وهو محصور فيقولون انزع لنا فيقول لا أنزع سربالا سربلنيه الله ولكن أنزع عما تكرهون قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال أخبرنا طلحة بن زيد الجزري أو الشآمي عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن جبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان إن الله كساك يوما سربالا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه لظالم قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال أخبرنا قيس قال أخبرني أبو سهلة مولى عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي فقالت عائشة فقلت يا رسول الله أدعو لك أبا بكر فأسكت فعرفت أنه لا يريده قلت أدعو لك عمر فأسكت فعرفت أنه لا يريده قلت أدعو لك عليا فأسكت فعرفت أنه لا يريده فقلت فأدعو لك بن عفان قال نعم فلما جاء أشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تباعدي فجاء عثمان فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ولون عثمان يتغير قال قيس فأخبرني أبو سهلة قال لما كان يوم الدار قيل لعثمان ألا تقاتل فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا وإني صابر عليه قال أبو سهلة فيرون أنه ذلك اليوم قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد بن زيد أخبرنا يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال كنت مع عثمان في الدار وهو محصور قال وكنا ندخل مدخلا إذا دخلناه سمعنا كلام من على البلاط قال فدخل عثمان يوما لحاجة فخرج منتقعا لونه فقال إنهم ليتوعدونني بالقتل آنفا قال قلنا يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين قال ولم يقتلونني وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث رجل كفر بعد إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفسا بغير نفس فو الله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط ولا تمنيت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله ولا قتلت نفسا ففيم يقتلونني قال أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال أخبرنا حفص بن أبي بكر قال أخبرنا هياج بن سريع عن مجاهد قال أشرف عثمان على الذين حاصروه فقال يا قوم لا تقتلوني فإني وال وأخ مسلم فو الله إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت أصبت أو أخطأت وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعا أبدا ولا تغفروا جميعا أبدا ولا يقسم فيؤكم بينكم قال فلما أبوا قال أنشدكم الله هل دعوتم عند وفاة أمير المؤمنين بما دعوتم به وأمركم جميعا لم يتفرق وأنتم أهل دينه وحقه فتقولون إن الله لم يجب دعوتكم أم تقولون هان الدين على الله أم تقولون إني أخذت هذا الأمر بالسيف والغلبة ولم آخذه عن مشورة من المسلمين أم تقولون إن الله لم يعلم من أول أمري شيئا لم يعلم من آخره فلما أبوا قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا قال مجاهد فقتل الله منهم من قتل في الفتنة وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فأباحوا المدينة ثلاثا يصنعون ما شاؤوا لمداهنتهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان قال حدثني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن بن لبيبة أن عثمان بن عفان لما حصر أشرف عليهم من كوة في الطمار فقال أفيكم طلحة قالوا نعم قال أنشدك الله هل تعلم أنه لما آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار آخى بيني وبين نفسه فقال طلحة اللهم نعم فقيل لطلحة في ذلك فقال نشدني وأمر رأيته ألا أشهد به قال أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون قالا أخبرنا العوام بن حوشب عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي جعفر محمد بن علي قال بعث عثمان إلى علي يدعوه وهو محصور في الدار فأدار أن يأتيه فتعلقوا به ومنعوه قال فحل عمامة سوداء على رأسه وقال هذا أو قال اللهم لا أرضى قتله ولا آمر به والله لا أرضى قتله ولا آمر به قال أخبرنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال حدثني راشد بن كسيان أبو فزارة العبسي أن عثمان بعث إلى علي وهو محضور في الدار أن ائتي فقام علي ليأتيه فقام بعض أهل علي حتى حبسه وقال ألا ترى إلى ما بين يديك من الكتائب لا تخلص إليه وعلى علي عمامة سوداء فنقضها على رأسه ثم رمى بها إلى رسول عثمان وقال أخبره بالذي قد رأيت ثم خرج علي من المسجد حتى انتهى إلى أحجار الزيت في سوق المدينة فأتاه قتله فقال اللهم إني أبرأ إليك من دمه أن أكون قتلت أو مالأت على قتله قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا جعفر بن برقان قال أخبرنا ميمون بن مهران قال لما حوصر عثمان بن عفان في الدار بعث رجلا فقال سل وانظر ما يقول الناس قال سمعت بعضهم يقول قد حل دمه فقال عثمان ما يحل دم امرئ مسلم إلا رجل كفر بعد إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل رجلا فقتل به قال وأحسبه قال هو أو غيره أو سعى في الأرض فسادا قال أخبرنا روح بن عبادة قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع عن بن عمر قال لما أرادوا أن يقتلوا عثمان أشرف عليهم فقال علام تقتلونني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل قتل رجل إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد إسلامه فإنه يقتل ورجل زنى بعد إحصانه فإنه يرجم ورجل قتل رجلا متعمدا فإنه يقتل قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن علقمة بن وقاص قال قال عمرو بن العاص لعثمان وهو على المنبر يا عثمان إنك قد ركبت بهذه الأمة نهابير من الأمر فتب وليتوبوا معك قال فحول وجهه إلى القبلة فرفع يديه فقال اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك ورفع الناس أيديهم قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان إنك ركبت بنا نهابير وركبناها معك فتب يتب الناس معك فرفع عثمان يديه فقال اللهم إني أتوب إليك قال أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري قال وحدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال سمعت عثمان بن عفان يقول إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في قيود فضعوهما قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال هذه الأنصار بالباب يقولون إن شئت كنا أنصارا لله مرتين قال فقال عثمان أما القتال فلا قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال قال عثمان يوم الدار إن أعظمكم عني غناء رجل كف يده وسلاحه قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال أخبرنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال دخلت على عثمان يوم الدار فقلت يا أمير المؤمنين طاب أم ضرب فقال يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعا وإياي قال قلت لا قال فإنك والله إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتل الناس جميعا قال فرجعت ولم أقاتل قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال قلت لعثمان يوم الدار قاتلهم فو الله لقد أحل الله لك قتالهم فقال لا والله لا أقاتلهم أبدا قال فدخلوا عليه وهو صائم قال وقد كان عثمان أمر عبد الله بن الزبير على الدار وقال عثمان من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله بن الزبير قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي بن علية عن أيوب عن بن أبي ملكية عن عبد الله بن الزبير قال قلت لعثمان يا أمير المؤمنين إن معك في الدار عصابة مستنصرة بنصر الله بأقل منهم لعثمان فأذن لي فلأقاتل فقال أنشدك الله رجلا أو قال أذكر بالله رجلا أهراق في دمه أو قال أهراق في دما قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن بن سيرين قال كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة لو يدعهم لضربوهم إن شاء الله حتى يخرجوهم من أقطارها منهم بن عمر والحسن بن علي وعبد الله بن الزبير قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن عبد الملك بن أبي سليمان قال حدثني أبو ليلى الكندي قال شهدت عثمان وهو محصور فاطلع من كو وهو يقول يا أيها الناس لا تقتلوني واستتيبوني فو الله لئن قتلتموني لا تصلون جميعا أبدا ولا تجاهدون عدوا جميعا أبدا ولتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه ثم قال يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال ما ترى فقال الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي جعفر القارىء مولى بن عباس المخزومي قال كان المصريون الذين حصروا عثمان ستمائة رأسهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكنانة بن بشر بن عتاب الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي والذين قدموا من الكوفة مائتين رأسهم مالك الأشتر النخعي والذين قدموا من البصرة مائة رجل رأسهم حكيم بن جبلة العبدي وكانوا يدا واحدة في الشر وكان حثالة من الناس قد ضووا إليهم قد مزجت عهودهم وأماناتهم مفتونون وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خذلوه كرهوا الفتنة وظنوا أن الأمر لا يبلغ قتله فندموا على ما صنعوا في أمره ولعمري لو قاموا أو قام بعضهم فحثا في وجوههم التراب لانصرفوا خاسرين قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحكم بن القاسم عن أبي عون مولى المسور بن مخرمة قال ما زال المصريون كافين عن دمه وعن القتال حتى قدمت أمداد العراق من الكوفة ومن البصرة ومن الشام فلما جاؤوا وشجع القوم حين بلغهم أن البعوث قد فصلت من العراق من عند بن عامر ومن مصر من عند عبد الله بن سعد فقالوا نعالجه قبل أن تقدم الأمداد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن مالك بن أبي عامر قال خرج سعد بن أبي وقاص حتى دخل على عثمان رحمة الله عليه وهو محصور ثم خرج من عنده فرأى عبد الرحمن بن عديس ومالكا الأشتر وحكيم بن جبلة فصفق بيديه إحداهما على الأخرى ثم استرجع ثم أظهر الكلام فقال والله إن أمرا هؤلاء رؤساؤه لأمر سوء ‏.‏

 ذكر قتل عثمان بن عفان رحمة الله عليه

قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن الحسن قال أنبأني وثاب وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر وكان بين يدي عثمان ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان طعنهما يومئذ يوم الدار دار عثمان قال بعثني عثمان فدعوت له الأشتر فجاء قال بن عون أظنه قال فطرحت لأمير المؤمنين وسادة وله وسادة فقال يا أشتر ما يريد الناس مني قال ثلاث ليس لك من إحداهن بد قال ما هن قال يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا له من شئتم وبين أن تقص من نفسك فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك قال أما من إحداهن بد قال لا ما من إحداهن بد قال أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله قال وقال غيره والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض قالوا هذا أشبه بكلام عثمان وأما أن أقص من نفسي فو الله لقد علمت أن صاحبي بين يدي قد كانا يعاقبان وما يقوم بد في القصاص وأما أن تقتلوني فو الله لئن قتلتموني لا تتحابون بعدي أبدا ولا تصلون بعدي جميعا أبدا ولا تقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا ثم قام فانطلق فمكثا فقلنا لعل الناس فجاء رويجل كأنه ذئب فاطلع من باب ثم رجع فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا حتى انتهى إلى عثمان فأخذ بلحيته فقال بها حتى سمع وقع أضراسه فقال ما أغنى معاوية ما أغنى عنك بن عامر ما أغنت كتبك فقال أرسل لي لحيتي يا بن أخي أرسل لي لحيتي يا بن أخي قال فأنا رأيت استعداء رجل من القوم يعينه فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه قال ثم قلت ثم مه قال ثم تغاووا والله عليه حتى قتلوه رحمه الله قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد أن محمد بن أبي بكر تسور على عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف سورة البقرة فتقدمهم محمد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان فقال قد أخزاك الله يا نعثل فقال عثمان لست بنعثل ولكن عبد الله وأمير المؤمنين فقال محمد ما أغنى عنك معاوية وفلان فقال عثمان يا بن أخي دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه فقال محمد ما أريد بك أشد من قبضي على لحيتك فقال عثمان أستنصر الله عليك وأستعين به ثم طعن جبينه بمشقص في يده ورفع كنانة بن بشر بن عتاب مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل أذن عثمان فمضت حتى دخلت في حلقه ثم علاه بالسيف حتى قتله قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فسمعت بن أبي عون يقول ضرب كنانة بن بشر جبينه ومقدم رأسه بعمود حديد فخر لجنبه وضربه سودان بن حمران المرادي بعدما خر لجنبه فقتله وأما عمرو بن الحمق فوثب على عثمان فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات وقال أما ثلاث منهن فإني طعنتهن لله وأما ست فإني طعنت إياهن لما كان في صدري عليه قال وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الزبير بن عبد الله عن جدته قالت لما ضربه بالمشاقص قال عثمان بسم الله توكلت على الله وإذا الدم يسيل على اللحية يقطر والمصحف بين يديه فاتكأ على شقه الأيسر وهو يقول سبحان الله العظيم وهو في ذلك يقرأ المصحف والدم يسيل على المصحف حتى وقف الدم عند قوله تعالى فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم وأطبق المصحف وضربوه جميعا ضربة واحدة فضربوه والله بأبي هو يحيي الليل في ركعة ويصل الرحم ويطعم الملهوف ويحمل الكل فرحمه الله قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون عن الزهري قال قتل عثمان عند صلاة العصر وشد عبد لعثمان أسود على كنانة بن بشر فقتله وشد سودان على العبد فقتله ودخلت الغوغاء دار عثمان فصاح إنسان منهم أيحل دم عثمان ولا يحل ماله فانتهبوا متاعه فقامت نائلة فقالت لصوص ورب الكعبة يا أعداء الله ما ركبتم من دم عثمان أعظم أما والله لقد قتلتموه صواما قواما يقرأ القرآن في ركعة ثم خرج الناس من دار عثمان فأغلق بابه على ثلاثة قتلوا عثمان وعبد عثمان الأسود وكنانة بن بشر قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة ويزيد بن هارون قالا أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع قال أصبح عثمان بن عفان يوم قتل يقص رؤيا على أصحابه رآها فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة فقال لي يا عثمان أفطر عندنا قال فأصبح صائما وقتل في ذلك اليوم رحمه الله قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب بن خالد قال أخبرنا موسى بن عقبة عن أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف عن كثير بن الصلت الكندي قال نام عثمان في اليوم الذي قتل فيه وذلك يوم الجمعة فلما استيقظ قال لو لا أن يقول الناس تمنى عثمان أمنية لحدثتكم حديثا قال قلنا حدثنا أصلحك الله فلسنا على ما يقول الناس قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال إنك شاهد فينا الجمعة قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا وهيب قال أخبرنا داود عن زياد بن عبد الله عن أم هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان قال وأحسبها بنت الفرافصة قالت أغفى عثمان فلما استيقظ قال إن القوم يقتلونني فقلت كلا يا أمير المؤمنين قال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقالوا أفطر عندنا الليلة أو قالوا إنك تفطر عندنا الليلة ‏.‏

 ذكر أنه كان يقرأ القرآن في ركعة

قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن محمد بن سيرين أن عثمان كان يحيي الليل فيختم القرآن في ركعة قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عثمان قال قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت ثم غمزني فنظرت فإذا عثمان بن عفان فتنحيت فتقدم فقرأ القرآن في ركعة ثم انصرف قال أخبرنا أبو معاوية الضرير عن عاصم الأحول عن بن سيرين قال قالت امرأة عثمان حين قتل عثمان لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة قال أخبرنا عبد الله بن نمير عن قيس عن أبي إسحاق عن رجل قد سماه قال رأيت رجلا طيب الريح نظيف الثوب قائما إلى دبر الكعبة يصلي وغلام خلفه كلما تعايا عليه فتح عليه فقلت من هذا فقالوا عثمان قال أخبرنا يوسف بن الغرق قال أخبرنا خالد بن بكير عن عطاء بن أبي رباح أن عثمان بن عفان صلى بالناس ثم قام خلف المقام فجمع كتاب الله في ركعة كانت وترة فسميت البتيراء قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا قرة بن خالد وسلام بن مسكين قالا أخبرنا محمد بن سيرين قال لما أحاطوا بعثمان ودخلوا عليه ليقتلوه قالت امرأته إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن ‏.‏

 ذكر ما خلف عثمان وكم عاش وأين دفن رحمه الله تعالى

قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا بن أبي سبرة عن سعيد بن أبي زيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال كان لعثمان بن عفان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم وخمسون ومائة ألف دينار فانتهبت وذهبت وترك ألف بعير بالربذة وترك صدقات كان تصدق بها ببراديس وخيبر ووادي القرى قيمة مائتي ألف دينار قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثني عم جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه قال كان الناس يتوقون أن يدفنوا موتاهم في حش كوكب فكان عثمان بن عفان يقول يوشك أن يهلك رجل صالح فيدفن هناك فيأتسى الناس به قال مالك بن أبي عامر فكان عثمان بن عفان أول من دفن هناك قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فعرفه وقال حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن محمد بن عبد الله بن عمرو عن بن لبيبة عن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال بويع عثمان بن عفان بالخلافة أول يوم من المحرم سنة أربع وعشرين وقتل يرحمه الله يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر وكان يومئذ صائما ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب بالبقيع فهي مقبرة بني أمية اليوم وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة غير اثني عشر يوما وقتل وهو بن اثنتين وثمانين سنة وكان أبو معشر يقول قتل وهو بن خمس وسبعين سنة ‏.‏

 ذكر من دفن عثمان ومتى دفن ومن حمله ومن صلى عليه وعلى أي شيء حمل ومن نزل في قبره ومن تبعه وأين دفن رضي الله تعالى عنه

قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عبد الله بن نيار الأسلمي قال لما حج معاوية نظر إلى بيوت أسلم شوارع في السوق فقال أظلموا عليهم بيوتهم أظلم الله عليهم قبورهم قتلة عثمان قال نيار بن مكرم فخرجت إليه فقلت له إن بيتي يظلم علي وأنا رابع أربعة حملنا أمير المؤمنين وقبرناه وصلينا عليه فعرفه معاوية فقال اقطعوا البناء لا تبنوا على وجه داره قال ثم دعاني خاليا فقال متى حملتموه ومتى قبرتموه ومن صلى عليه فقلت حملناه رحمه الله ليلة السبت بين المغرب والعشاء فكنت أنا وجبير بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة العدوي وتقدم جبير بن مطعم فصلى عليه فصدقه معاوية وكانوا هم الذين نزلوا في حفرته قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن يوسف قال خرجت نائلة بنت الفرافصة تلك الليلة وقد شقت جيبها قبلا ودبرا ومعها سراج وهي تصيح وا أمير المؤمنيناه قال فقال لها جبير بن مطعم أطفئي السراج لا يفطن بنا فقد رأيت الغواة الذين على الباب قال فأطفأت السراج وانتهوا إلى البقيع فصلى عليه جبير بن مطعم وخلفه حكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم الأسلمي ونائلة بنت الفرافصة وأم البنين بنت عيينة امرأتاه ونزل في حفرته نيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة وجبير بن مطعم وكان حكيم بن حزام وأم البنين ونائلة يدلونه على الرجال حتى لحدوا له وبني عليه وغبوا قبره وتفرقوا قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك عبد الملك بن حسين النخعي عن عمران بن مسلم بن رباح عن عبد الله البهي أن جبير بن مطعم صلى على عثمان في ستة عشر رجلا بجبير سبعة عشر قال بن سعد الحديث الأول صلى عليه أربعة أثبت قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني عم جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه قال كنت أحد حملة عثمان بن عفان حين توفي حملناه على باب وإن رأسه ليقرع الباب لإسراعنا به وإن بنا من الخوف لأمرا عظيما حتى واريناه في قبره حش كوكب قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال حمل عثمان بن عفان أربعة جبير بن مطعم وحكيم بن حزام ونيار بن مكرم الأسلمي وفتى من العرب فقلت له الفتى جد مالك بن أبي عامر فقال لم يسم لي قال والعثمانيون أعرف مني بتلك الحرمة وأرعاهم لها قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا معتمر بن سليمان سمعت أبي يقول أخبرنا أبو عثمان أن عثمان قتل في أوسط أيام التشريق قال أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال لقد رأيتني وإن عمر موثقي وأخته على الإسلام ولو أرفض أحد فيما صنعتم بابن عفان كان حقيقا ‏.‏